السياسة الاقليمية والدولية

ستالين وبوتين وطبيعة القوة

دراسة التاريخ تعني دراسة التغيير، وإن المؤرخين هم أشخاص ذوو خبرة في فحص وتفسير التغييرات وخصوصاً التي تحدث مع مرور الوقت بشأن الهويات البشرية وتحولات المجتمعات والحضارات.
لتحقيق هذا، يستخدم المؤرخون مجموعة من الأساليب والأدوات التحليلية للإجابة على التساؤلات بشأن الماضي، وعوامل إعادة بناء تنوع التجربة الإنسانية السابقة، والتي يمكن للمرء أن يرى في ضوئها بوضوح مدى الاختلاف العميق بين الشعوب في أفكارهم ومؤسساتهم وممارساتهم الثقافية؛ ومدى تنوع تجاربهم على نطاق واسع حسب الزمان والمكان، متذكراً أهمية دراسة الكيفية التي يحكم بها قادة العالم، أو كيف ينبغي أن يتصرفوا، أثناء اكتسابهم القوة والسلطة وهم يعيشون في عالم مشترك.
لذلك فإن المؤرخ يقوم بالتحقيق في الحقائق والدلائل التاريخية التي أدت إلى نسج الحياة الفردية والأفعال الجماعية في سرديات تقدم وجهات نظر نقدية بشأن ماضينا وحاضرنا. وتمنحنا لدراسة التاريخ الأدوات اللازمة لتحليل المشكلات في الماضي وشرحها، كما أنها تضعنا أيضاً في وضع يسمح لنا برؤية الأنماط التي قد تكون غير مرئية في الوقت الحاضر  وبالتالي توفير منظور غني لفهم المشكلات الحالية والمستقبلية.
كما تساعدنا دراسة التاريخ على فهم الأسئلة والمعضلات المعقدة والتعامل معها من خلال دراسة كيف كان شكل الماضي (ولا يزال يشكل) العلاقات العالمية والوطنية والمحلية بين المجتمعات ودور الأفراد فيها. إذ إن أفعالنا تخلق التأريخ، ومن ثم فإن كل ما نقوم به، وكل ما سنقوم به، وكل شيء آخر ندرسه هو نتاج مجموعة معقدة من الأسباب والأفكار والممارسات الفردية والجماعية.
فيما يتعلق بفوائد دراسة التأريخ، فإن مجتمعات بأكملها، والأفراد ضمنها، تستفيد من اكتساب فهم أعمق للتاريخ وتحليله والتعلم من دروسه. فهو يساعد على تطوير فهمنا للعالم، وفي جعلنا أشخاصاً ذوي عقليات نقدية رصينة، وتزيد من فهمنا لمحركات ومنعطفات تشكيل الهوية بشكل أفضل. كما أن دراسة التاريخ تلهمنا وتعلمنا من أخطاء الماضي، وأخيراً تطور مهاراتنا الشخصية وتعطينا  قابليات  يمكن من خلالها الاستفادة بشكل أفضل من التاريخ لصالح المستقبل.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق