التخطيط الاستراتيجي في العراق .. إشكاليات وحلول

غزوان المنهلاوي
تتبنى الدول خططاً استراتيجية تمتد عادة لخمس سنوات أو أكثر من أجل تحديد الرؤى والأهداف الاستراتيجية لموضوع ما لغرض تحقيقه بطريقة عملية تأخذ في الحسبان المتغيرات والظروف الزمانية على مدى عمر الاستراتيجية وتضمن العمل على تحقيق هذه الرؤية وفق منهج علمي.
في العراق تواجه عملية التخطيط الاستراتيجي تحدياتٍ عديدةً ومعقدة، إذ أقرت الحكومات العراقية المتعاقبة العديد من الاستراتيجيات الوطنية لكنها ظلت في الغالب حبراً على ورق وما نفذ منها لم يحقق أهدافها لأسباب عديدة تتعلق بهيكل عملية التخطيط الاستراتيجي في العراق، من حيث تداخل هذه الخطط مع المنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي المنبثق عنه،وعدم فهم البيئة المؤسسية والسياسية والمجتمعية التي انعكست على صياغتها وعدم الجدية في تنفيذها والرقابة عليها، ومن يُجري مراجعة للوثائق المتوفرة من الخطط الاستراتيجية ويقارنها مع الواقع يجد فجوة تنفيذية كبيرة بين المخطط والمنفذ، فعلى الرغم من كتابة هذه الخطط الاستراتيجية من قبل مؤسسات الدولة التنفيذية لكنها لم تحقق ما كتب فيها بشكل عام، تناقش هذه الورقة السياساتية الخلل الهيكلي في صياغة الخطط الاستراتيجية على مستوى الاستراتيجيات الوطنية وإقرارها وتنفيذها ومتابعة أنشطتها وإجراء عملية المراقبة عليها، وتقترح نموذجاً لعملية التخطيط الاستراتيجي في العراق يفصل مؤسساتياً بين عملية الصياغة والإقرار والتنفيذ والمتابعة والرقابة ويعد بمثابة هيكل عملي للخطط الوطنية في العراق بما يضمن الجدوى من وضع هكذا خطط مستقبلاً.