أداء مراكز التفكير والدراسات في العراق .. التحديات والفرص

علياء حميد خيون
تُعدُّ مراكــز التفكير والدراســات السياســية والاستراتيجية، قبــل أن تكــون إنتاجــاً ثقافيــاً ومعرفيـاً، هـي منجـز حضـاري متميـز، فهـي المرآة التـي تعكس اهتـمام الأمم والشـعوب بالعلــم والمعرفة واستشراف آفــاق المستقبل وفــق المنظور العلمــي والمعرفي، كـمـا تعكـس توجـه الأمم والشـعوب في حفـظ تراثهـا ومنجزاتهـا المعرفية والحضاريـة،لذا تُعدُّ هذه المراكز في عالم اليوم عموماً، وفي المنظومة الأكاديمية المعاصرة بشكل خاص، مؤسسات معرفية عالية الجودة والمكانة من حيث مُنتَجِها المعرفي والعلمي من جانب، ومن حيث مهارات العاملين فيها من جانب آخر، لذا لا غرابة أن يسميها البعض خزانات الفكر والإبداع؛ لأنها فعلاً كذلك بحكم دورها الذي تلعبه في تطور المعرفة عموماً، وفي عملية صنع القرار بشكل خاص، لذلك تلقى هذه المؤسسات اهتمام ورعاية الدول، وتأخذ غالباً دراساتها وتوصياتها طريقها إلى صانع القرار لتساهم في إعداد السياسات العامة، وتقديم الحلول والخيارات المختلفة للتعامل مع المشاكل والأزمات الطبيعية، وعليه تُعدُّ مراكز التفكير والدراسات ركيزة أساسية في تطوير السياسات العامة ودفع عجلة التنمية في أي دولة, وفي العراق تواجه هذه المراكز تحديات بفرص مهمة يمكن استثمارها لتعزيز دورها في صنع القرار والتنمية المستدامة.