
غزوان المنهلاوي
يُعد موضوع النخب من الموضوعات المتداولة كثيراً في المجال السياسي والاجتماعي وحتى الديني، لكون النخبة من المفاتيح المهمة للتغيير أو الإصلاح في مجال الحكم والمجتمع، وأن المجتمعات التي تمتلك نخباً فاعلة استطاعت أن تحقق مستوياتٍ عالية من التنمية لمجتمعاتها فضلاً عن تحقيقها استقراراً مجتمعياً، إن حالة التشظي النخبوي التي تعاني منها الحالة العراقية جديرة بالنظر والتأمل في مفهوم النخب ولعل ما ورد في بيانات المرجعية العليا في النجف الأشرف بخصوص النخب العراقية من الموضوعات بالغة الاهمية، إذ خاطبت المرجعية العليا لأول مرة النخب في أواخر عام (2019) في خطبة الجمعة وطالبت ما وصفته بالنخب الفكرية الراغبة في العمل السياسي من الدخول إلى الانتخابات لإصلاح حال البلد، وفي أواخر عام (2024) خاطبت المرجعية العليا مرة أخرى النخب عند لقاء سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بالدكتور (محمد الحسان) ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) والوفد المرافق له، لكن المرجعية هذه المرة وصفتها بالنخب الواعية لإصلاح الوضع وفق خطط علمية آخذين العبر من التجربة السابقة، ومن خلال تتبعنا لخطابات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف وجدنا أنها تختار العبارات بدقة كبيرة وتضع الكلمات في مواضعها وفق حسابات مدروسة، إن التدرج في هذا الخطاب من النخب الفكرية إلى النخب الواعية له أسبابه، لذلك سنحاول في هذه الورقة تأصيل مفهوم النخبة أولاً ومن ثم بيان أنواع النخب لاسيما النخب الواعية ومن ثم الانتقال إلى وضع سمات (خصائص) ينبغي أن تمتاز بها النخب الواعية ومقاربة ذلك للحالة العراقية باعتبارها محور الورقة.