ردم الفجوة: الدبلوماسية المتعددة المسارات كضرورة استراتيجية للعراق

علي المولوي
في زمن تتغير فيه معادلات النظام الدولي وتتفاقم فيه الاضطرابات الإقليمية، يواجه العراق تحدياتٍ وفرصاً في آنٍ معاً لإثبات مكانته على الساحة الدولية. ومع سعي البلاد إلى ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني الذي تحقق بشق الأنفس، وإعادة صياغة دوره الاستراتيجي، لم تَعُد الدبلوماسية التقليدية كافية لمواكبة تعقيدات هذا الواقع المتغير. إذ غالباً ما تعجز القنوات الرسمية للعلاقات بين الدول عن استيعاب تعدد المصالح وتنوع الأصوات والأفكار التي تؤثر في رسم السياسات.
تُقدِّم الدبلوماسية المتعددة المسارات، ولا سيما المسارين 1.5 و2، أدوات فعالة ومهملة نسبياً يمكن أن تسهم في تعزيز أهداف السياسة الخارجية العراقية. فهذه المسارات تفتح قنواتٍ موازيةً تشارك فيها شخصيات من خارج الأطر الحكومية، ومشاركون شبه رسميين، ومجتمعات بحثية وسياسية، لإجراء حوارات معمّقة مع نظرائهم في الخارج. وتوفر هذه القنوات مساحة مرنة لمعالجة القضايا المعقدة أو الحساسة أو المتعثرة بأسلوب عملي واستشرافي في آنٍ واحد.