السياسة

عقلانيات السياسة

إبراهيم العبادي
عصر الثلاثاء الموافق الخامس عشر من آب الجاري، التأم جمع محدود من الباحثين والناشطين والمهتمين بدعوة من مركز البيدر للدراسات والتخطيط للاستماع إلى السفير العراقي اللامع لقمان الفيلي وهو يتحدث عن تجربة وحدة الألمانيتين عام 1990 ودروسها العملية وإمكانية استفادة العراق من هذه التجربة. الفيلي تحدث عن الإرادة والثقافة الحزبية والقدرة الاقتصادية والماكنة الدبلوماسية التي كتبت قصة النجاح الألمانية.
سبق لمركز البيدر خلال العامين الماضيين، أن جمع الباحثين في ندوتين مهمّتين، الأولى كانت للدكتور هشام العلوي وكيل وزارة الخارجية الحالي والسفير السابق في جنوب إفريقيا ليتحدث عن تجربة الانتقال الديمقراطي في جنوب إفريقيا ومشكلات الحوكمة والفساد والتنمية والاندماج السياسي وكيف نجحت جنوب إفريقيا في أن تحقق قدراً من النجاح على الرغم من الصعوبات الهائلة، والثانية كانت للسفير الفيلي ذاته حيث قدّم شرحاً مفصلاً عن دروس التاريخ السياسي لألمانيا بُعيد الحرب العالمية الأولى، يوم اشتبكت الأحزاب والتيارات في صراع سياسي ومناكفة حزبية وانقسام ايديولوجي كبير، لم تنجح معه جمهورية فايمار في إدارة الوضع حتى تمخض الضعف السياسي والهشاشة الاقتصادية والصراع الحزبي عن نتيجة سامة، إذ صار الألمان يتوقون للخلاص من هذا الواقع فيندفعون مع كل دعوة إلى القوة والمواجهة واسترداد ما يعتقدونه حقاً ضاع منهم استلهاماً لفلسفات القوة النيتشوية، فكان أن انتشرت الدعوة القومية المتطرفة، لتتحول معها ألمانيا إلى النزعة النازية بسرعة مذهلة، ولتقود أوربا إلى انتحار كبير بفعل حرائق الحروب التي دشنها هتلر، ولم تخرج منها ألمانيا بنتيجة سوى احتلالات متعددة لأرضها، وانقسام في مجتمعها، وتدمير لدولتها ما لبثت أن عالجته في غضون 44 عاماً معتمدة على حكمة رجال سياسة أفذاذ أمثال كونراد اديناور وويلي برانت وهلموت كول وثقافة مجتمعية منتجة بَنت نموذجاً لدولة الرفاه مجدداً، واستعادت بسرعة قسمها الشرقي (الشيوعي) غداة انهيار المنظومة الاشتراكية عام 1990.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق