التعليم والمجتمع

دور المرأة المفكرة في مرآة العقل الناقد

أ.د. عبد الجليل كاظم الوالي
ظل دور المرأة المفكرة في صناعة التاريخ واحدة من الموضوعات التي لم يهتم بها الباحثون ذلك الاهتمام المتميز مثلما اهتموا بموضوعات المرأة الأخرى، كالجمال والمساواة والجندر.
إذ إنَّ للفكر ميزة أساسية عن باقي أنشطة الإنسان فهو يتعلق بالمعرفة، والمعرفة ذات طرفين : ذات عارفة وموضوع مدرك، فضلاً عن أدوات معرفية تدرك بها الذوات العارفة لموضوعاتها، كالحس والعقل والحدس، فهي تحتاج إلى قدرة وقابلية متميزة، لكن السؤال الذي يُطرح، هل أن البشر مختلفون فيما بينهم في هذه القدرة الفكرية؟
الجواب إلى الآن وَفقاً لمنطق العلم والواقع الفعلي، نعم، فالبشر مختلفون في مستوياتهم الفكرية والذهنية، وأعتقد أنْ لا خلاف في الإجابة عن هذا السؤال، لكن الخلاف يكمن في ، هل أن الفروق سببها طبيعة الجنس؟ وتحديداً تصنيف البشر إلى ذكر وأنثى، أو أن شكل البشرة هو سبب الخلاف؟
شكل البشرة، أجاب عنه المفكرون الغربيون مثل (رينان) واتبعهم بعض السياسيين (كهتلر)، بالقول إن الجنس الأشقر هو أرقى الأجناس البشرية ولديه القدرة على التفكير والإبداع أفضل من غيره، وهذه النظرة هدفها سياسي أكثر من كونه ثقافياً فكرياً، وهي تهدف إلى التقليل من قيمة الأجناس البشرية الأخرى، لكن لم يثبت العلم لحد هذه اللحظة بأن شكل البشرة يؤثر في التفكير، بل يمكن القول بأن الجنس الشرقي قد أبدع حضاراتٍ شامخةً تمتد في عمق التاريخ الإنساني كحضارة وادي الرافدين والحضارة المصرية والحضارة الهندية والحضارة الصينية وهي جميعاً لم يكن بشرها ذا عيون زرقاء وشعر أشقر، وهناك الكثير من الجنس الأشقر لم يبدع حضارة، إذن فتصنيف البشر وفقاً للجنس هو موضع نقاش وجدل.
لكن الشق الأول من السؤال هو تصنيف البشر إلى ذكر وأنثى، وهل أن الذكر له فروق وميزات فكرية مختلفة عن الأنثى؟
هذه المسألة هي الأخرى موضع نظر، إذ  نظر إليها علماء النفس وفقاً لتحليل سمات الشخصية وكانت نظرتهم مغايرة لنظرة علماء البيولوجيا الذين ركزوا على اكتساب المهارات للذكر والأنثى من خلال التفاعل مع الوسط الاجتماعي، بينما المدرسة الثقافية والاجتماعية ألغت الفروق البيولوجية والفسيولوجية بين الرجل والمرأة واعتبرت أن الاختلاف بين شخصية المرأة وشخصية الرجل يعود إلى النظام الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعادات والتقاليد والقيم.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق