السياسة

الدبلوماسية الثقافية لإيران وتركيا في العراق (2003 إلى 2020)

مجموعة باحثين
منذ نهاية الحرب الباردة وحتى الآن مثَّل الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وتداعياته، أهم حدث شهدته منطقة غرب آسيا. العراق باعتباره أولَ دولة عربية سقطت خلال فترة قصيرة من الزمن بيد الولايات المتحدة، فقد أصبح بؤرة للاشتباكات الإقليمية بين الجهات الفاعلة ذات المصالح والمناهج المتضاربة. لقد أدّى حضور واشنطن في المنطقة وإثارة مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى أنْ تشعر البلدان صاحبة القدرة الكبرى في المنطقة بخطر لاسيما إيران وتركيا.
لقد بدأت حقبة جديدة من التعاون والتفاعل والمواجهة وتأثير الفاعلين على هذا البلد في استمرار التطورات في العراق على المستوى السياسي وتسلم الشيعة لمقاليد الحكم والتحول الذي شهده تشكيل حكومة جديدة في ظل المكانة التي حصل عليها الشيعة والأكراد خلافاً لما شهدته العقود الماضية عندما كانت السلطة محصورة بيد العرب السنة. مما لا شك فيه أنه في السنوات التي أعقبت عام 2003 أصبح العراق الجار الأهم لإيران في مجال السياسات الأجنبية. إنَّ أهمية هذا البلد من الناحية الأمنية جعلت طهران ترصد وتراقب دائماً تصرفات الحكومة العراقية. من ناحية أخرى فإنَّ العراق بسبب ما يحمله من وشائج ثقافية مشتركة وغالبية شيعية والعديد من المزارات الدينية الشيعية فيه فقد أصبح بلداً مهماً للغاية بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. بعد عام 2003، بالإضافة إلى المكون المؤثر في العلاقات الثقافية، أصبح العراق بؤرة لزيادة العمق الاستراتيجي لقوة إيران في منطقة غرب آسيا، خاصة على إثر بداية الأزمة السورية في السنوات التي تلت عام 2011، إذ أصبح العراق أكثر أهمية حيث ربط بين إيران ودمشق.
خلافاً لإيران التي كانت لها أرضية مناسبة للتأثير والوجود في العراق الجديد، فقد كانت الحكومة التركية قلقة للغاية من إقامة حكومة كردية مستقلة في شمال العراق، والتي وصفتها بالملاذ الآمن لمثيري الفوضى في المنطقة وأنشطة حزب العمال الكردستاني. بشكل عام فقد حظي العراق بعد عام 2003، باهتمام النظامين الدبلوماسيين الإيراني والتركي، وبدأ كلا البلدين العلاقاتِ مع بغداد وأربيل على مستويات مختلفة. وعلى الرغم من وجود بعض المخاوف فإنَّ حزب العدالة والتنمية التركية وبعد تعزيز مكانته في البلاد عزم على أنْ يسلك طريق التجارة واستخدام القوة الناعمة في العلاقات مع حكومة إقليم كردستان. في هذا السياق كثفت إيران وتركيا خلال السنوات الماضية جهودهما لمزيد من النفوذ والتأثير في العراق من خلال ممارسة القدرة الناعمة أو ما يصطلح عليه بالدبلوماسية الثقافية. ومع ذلك، فلم تحظَ كيفية النهوض ببرامج البلدين في مجال الدبلوماسية الثقافية في العراق بالاهتمام المطلوب من قبل الباحثين. لهذا الغرض فإنَّ البحث الحالي يسعى إلى دراسة مؤشرات الدبلوماسية الثقافية لإيران وتركيا في العراق من 2003 إلى 2018 والمنهج الذي اعتمدت عليه. الفرضية هي أنَّ الدبلوماسية الثقافية الإيرانية في العراق بعد عام 2003 تم اقتراحها في إطار منهج المقاومة والثقافة الإيرانية على عكس الدبلوماسية الثقافية التركية التي اعتمدت على نهج القومية التركية والعثمانية. بادرت هذه الدراسة إلى إلقاء نظرة مقارنة من خلال استخدام المنهج الوصفي- التحليلي وجمع البيانات في المكتبات.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق