التعليم والمجتمع

الأسباب الاجتماعية وراء تشكيل المادية العلمية في الغرب

مجموعة باحثين
يتشكل العلم وينمو على أساس ثقافة المجتمعات. عندما تصبح الثقافة مادية، فإن العلوم المادية بالطبع سوف تتشكل فيها بنفس الأساس. تعتقد المدرسة المادية أن كل شيء موجود في الكون مصنوع من مادة أو طاقة. يؤكد علماء هذه المدرسة أن هناك علاقة محددة بين الوجود والفكر، والمادة والروح. وعلى عكس رأي المثاليين، الذين يعتقدون أن الروح هي خالقة المادة والطبيعة، فإن الماديين يرون أن الروح ليست هي خالق الطبيعة، بل المادة والطبيعة والعالم هو خالق الروح. ويعتقدون أن التفكير البشري يرجع إلى وجود الدماغ وأن تفكيره هو نتاج الدماغ البشري (بليتسر، 1998: 27).
يقول الماديون إنه من المستحيل الإيمان بوجود جوهر أبدي، وروح خالصة، وخالق واحد؛ لأن الخالق الذي هو خارج المكان والزمان هو شيء لا يمكن أن يوجد؛ وعليه يمكن أن تكون هذه الرؤية نفس الرؤية التي تبني عليها المثالية الصوفية، وفي هذه الحالة، يجب التخلي عن أي تحقيق علمي، لغرض التمكن من الاعتراف بوجود الخالق خارج دائرة الزمان، أي أنه غير موجود في أي لحظة وهو أيضاً خارج عن المكان (المرجع نفسه: 44 و45). من وجهة النظر هذه، فإن أبسط تعريف للعلم هو «المعرفة المنهجية للعالم». العلم والمعرفة هنا يعنيان المعرفة والوعي المطلق (مصباح ومحمدي،1397: 38).
إن المادية العلمية التي تنطبق على أسس العلم التجريبي والطبيعي، تنص على أن العلم يجعل من الممكن للبشر معرفة الأشياء من خلال التجربة والصورة التي يخلقهما العلم عن المادة والعالم فهي أكثر واقعية، لأنه بمساعدة العلم يمكن للبشر الحصول على معلومات دقيقة واكتشاف المجهولات (بوليتسر، 1998: 33). إنهم يؤمنون أن البشر هو الذي خلق الخالق وأن الحقيقة الوحيدة في العالم هي الحقيقة الطبيعية. العلم والدين في منظارهم غير متوافقين بأي شكل من الأشكال. في هذا الصدد، كتب إيان باربور:
«الطريقة العلمية هي الطريقة الوحيدة الموثوقة لاكتساب المعرفة. المادة (أو ثنائية المادة والطاقة) هي الحقيقة الأساسية للعالم. تقوم المادية العلمية على مبدأين؛ المبدأ الأول المعرفة (المعرفية) أو الطريقة المعرفية وهو يتعلق بخصائص البحث والمعرفة. المبدأ الثاني هو حكم فلسفي أو وجودي حول خصائص الواقع والعالم. ووَفقاً لوجهة النظر هذه، فإن المعتقدات الدينية غير مقبولة، لأن الدين يفتقر إلى مثل هذه المعلومات العامة والاختبار التجريبي ومعايير التقييم هذه. فالعلم وحده يحظى بالموضوعية والحياد والشمول والنمو والتقدم. على العكس من ذلك، فإن التقاليد الدينية فيها التعصب والقيود وهي غير قابلة للنقد وتقاوم التغيير «(نقلاً عن همتي،  1384: 251 و252).

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق