التعليم والمجتمع

حقوق الإنسان في الإسلام

د. حيدر حب الله
موضوعة حقوق الإنسان في الإسلام من أكبر الموضوعات الإشكالية التي يواجهها الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، موضوعة شكّلت اليوم أزمةً للفكر الديني من جهة، وللأنظمة الدينية من جهة ثانية، وصارت جزءاً من الأوراق السياسية الخطرة التي تحرّك ـ ولو ظاهرياً ـ الحروبَ ومظاهر الغزو، وتبرّر الأنشطة العسكرية.
ولسنا هنا بصدد طرح رؤية حول موضوعة الحقوق في التصوّر الإسلامي، بقدر ما نريد تسجيل نقاط، نعتقد أنّها دالّة وضرورية، لتطوير الدرس الحقوقي في الثقافة الإسلامية المعاصرة.
1 ـ أوّل إشكاليّة تورّط فيها الخطاب الإسلامي الحديث منذ القرن التاسع عشر الميلادي، كانت إشكالية الخطاب الحقوقي الأيديولوجي التعبوي العام، فكثيراً ما نجد في خطابات الإسلاميين تبجيلاً لحقوق الإنسان في الإسلام، وكلمات من نوع: الإسلام حفظ للمرأة تمام حقوقها، ووضع قوانين شاملة ودقيقة ورائعة لكل حركة من حركات الإنسان، وحفظ حقوق الشعوب، و… وهي كلمات لم تعد ـ بصيغتها هذه ـ نافعةً في توجيه خطاب علمي إسلامي دقيق، يضع النقاط على الحروف.
إن مقولة: الإسلام هو الحلّ، لم تعد تنفع بإطلاقيتها وعموميّتها، سيما بعد فشل تجارب إسلامية عديدة في العالم الإسلامي، لهذا صار المطلوب من المفكّر الإسلامي أن يتعامل بواقعية أكبر، ولغة رَقَمِية أدق، بعيداً عن التهويمات، والإطلاقيات، وثقافة التضبيب.
إنّ الحديث ـ بلغة الإطلاقية ـ عن أنّ الإسلام حفظ حقوق الإنسان، بات يواجه اليوم إشكالية المفردات، إن المثقف المسلم أو الشاب المتطلّع لم تعد تكفيه الجمل الإطلاقية هذه، إنه يقول لك: أيّ حقوق وأنتم تقتلون المرتد لمجرّد فكره؟! وأين هي حقوق المرأة العظيمة في الإسلام ولزوجها الجاهل أن يطلّقها ساعة يشاء ويدمّر حياتها وأسرتها لرغبة جامحة آنية له في امرأةٍ أخرى؟! وأين هي حقوق الشعب وأنتم لا تقبلون برأي الشعب ميزاناً في الحكم وفق بعض النظريات؟!… إنّ هذه الأسئلة جادّة، لم يعد خطاب الأيديولوجيات والتعبوية كافياً لجوابها، أو حتى قادراً على الوقوف بوجهها.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق