الليبرالية في مأزق: قراءة في تحولات الفكر السياسي وصعود التيارات اليمينية

أحمـد مجباس العيساوي
تواجه الليبرالية، التي تم الترويج لها في السابق على أنها «نهاية التاريخ» من قبل شخصيات مثل فرانسيس فوكوياما، أزمة عميقة اليوم، هذه الأزمة ليست مجرد تراجع مؤقت، بل تمثل تحدياً جوهرياً لمبادئها الأساسية وتطبيقاتها العملية في مختلف أنحاء العالم، ومنذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت الليبرالية الإطار المرجعي السائد في السياسة الدولية، حيث تم الترويج لفكرة انتهاء الإيديولوجيات الكبرى وانتصار النموذج الديمقراطي الليبرالي كمسار حتمي للتاريخ السياسي الحديث، وقد ساهمت مؤسسات العولمة، ووسائل الإعلام، والنخب الغربية في تعزيز هذا النموذج ليصبح المعيار الأسمى للحكم الرشيد والتنمية والانفتاح ومع ذلك، يواجه هذا النموذج اليوم تحديات غير مسبوقة، تتجلى في صعود التيارات اليمينية المتطرفة، والنزعة الشعبوية، والتراجع عن قيم العولمة والانفتاح، وقد أدت هذه التحولات إلى إعادة تشكيل الخطاب السياسي في العديد من الديمقراطيات الغربية، وزيادة الشكوك حول فعالية النموذج الليبرالي في معالجة أزمات الهجرة، والهوية، وعدم المساواة، والانكماش الاقتصادي.