السياسة

آل روتشيلد والوطن القومي لليهود

عبد الله عبد الأمير

في غابر الزمان كانت اليهود تحت حكم ملك واحد، أما اليوم فإن الملوك تحت حكم يهودي واحد.

مقولة لمجهول في القرن التاسع عشر

مقدمة

ما يزال الوعد الذي قطعه اللورد آرثر بلفور بالنيابة عن الحكومة البريطانية بإنشاء كيان سياسي لليهود في فلسطين إلى البارون ليونيل والتر روتشيلد عام 1917 يثير الكثير من التساؤلات والجدل حول تداخل النفوذ اليهودي مع القرار السياسي في بريطانيا والعالم حينذاك وإلى يومنا هذا. وعند دراسة المقاصد والأسباب التي أدت إلى كتابة تلك «القصاصة» التي أرسلها بلفور إلى روتشيلد فإننا نكتشف أن هذه القصاصة التي يجلها اليهود إلى درجة التقديس بحيث يعدونها ثاني أهم نص يعطيهم الحق في «أرض إسرائيل» بعد التوراة حسب تعبير الباحث الإسرائيلي شلومو ساند تتستر وراءها حكاية تختزل عملاً دؤوباً وصبراً امتد لأكثر من قرن ليصل إلى تلك النتيجة التي أرادها كل من اليهود وبريطانيا. حيث اجتهد العقل اليهودي بكافة أطيافه وطبقاته للتأثير على صناعة القرار البريطاني طوال تلك الفترة إلى أن اكتشف نقطة الالتواء الأنسب التي يمكن من خلالها تحقيق تطلعاته. وقد فهم العقل اليهودي، كما فهم العقل الحاكم في أوروبا وبريطانيا تحديداً رغم التنافر والتضاد العقائدي والثقافي مع اليهود كيف يستفيد ويستغل أحدهما الآخر لتحقيق مآربه السياسية في ممارسة تقترب من وضع التعاضد التام من أجل تحقيق الأهداف.ومن هذا المنطلق لا يمكن تجاوز المستويات التي وصلها العقل اليهودي في استلهامه للطفرات السياسية والعلمية والفكرية والمالية التي كانت تتمركز في أوروبا وبريطانيا واستيعابه لها، واستغلاله للنزاعات السياسية والعسكرية المدمرة،والتمدد الاستعماري للقوى الأوروبية المختلفة وعلى وجه الخصوص بريطانيا خلال الفترة التي تلت القرن السابع عشر الميلادي. وفي ظل ذلك كله لا يمكن إغفال الدور المميز لإدارة رأس المال اليهودي وتوظيف ذلك سياسياً، وهنا يأتي دور آل روتشيلد، وتحديداً دور ولتر روتشيلد الذي تسلّمت يده مفتاح فلسطين من غزاتها الإنكليز.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق