السياسة

ضرورة إيجاد الأدوات اللازمة لمواجهة الحرب الناعمة

«دَور شبكات التواصل الاجتماعي في الدبلوماسية العامة»

بیروز غفراني
تشير التطورات العالَميّة، لا سيما في العقدَين الأخيرَين، إلى أنَّ التقنيات الحديثة المعتمدة في الحرب الناعمة، وبِكُلَفٍ واطئة جداً، لها فاعلية تَفوق مئات الأضعاف، بل حتّى آلاف الأضعاف، كُلَفَ التقنيات الحديثة المعتمدة في معدّات التسلّح. تستثمر القوى المهيمنة التقنياتِ الحديثةَ بأفضل طريقةٍ ممكنة لتوجيه الرأي العام في المجتمعات التي تخاطبها. إذ إنَّ التقنيات الإعلامية والإقناعية قادرة -عبر ممارسة الدعاية- على أنْ تخلق أزمةً في مجتمعٍ أو منطقةٍ ما، وأن تتسبب –على سبيل المثال- في ارتفاع مبيعات الأسلحة والـمُعدّات الدفاعية؛ أو أنْ تعرض صورةً لمنطقة أخرى بأنّها بحاجة لِلمواد الغذائية، ومن ثمَّ توجّه الأفرادَ في تلك المنطقة نحو الأسواق والمحالِّ التجارية ليقوموا بتخزين المواد الغذائية؛ أو أنْ تخلق صراعاً وحرباً بين مكوّنَين أو عدّة مكوّنات في بلدٍ ما عبر الدعاية وإثارة عواطف المخاطَبين.
إنَّ تدفق وسائل الإعلام العالَمية قد خلق واقعاً يدفع الرأي العام إلى أنْ يوجَّه لا شعورياً في أُطُرٍ محددة مسبقاً وفي ضوء معلومات وتفسيرات معيَّنة. إنَّ الحرب الإعلامية العالَمية قد خلقت صراعاً بين السَّرديات والروايات، وبنحوٍ بات الأفرادُ في المجتمعات المختلفة يشاهدون العالَم وسائر الشعوب من خلال العدسات التي صنعتها وسائل الإعلام العالمية. توضّح الاختبارات والنتائج المستخلَصة مِن المشاريع البَحثية والأكاديمية كيف يمكن إيصال رواية وسردية خاصّة عن أيّ قصّة وحدثٍ معيَّن وخلال فترة زمنية قصيرة جداً، إلى عددٍ كبير مِن المخاطَبين ضمن سياقات وأجناس تعبيرية مختلفة. تُبيّن هذه الدراسات كيفية توظيف الأدوات التقنية الحديثة وتقنيات الإقناع والعلوم الإدراكية لتوجيه الرأي العام العالَمي أو الرأي العام في مجتمعٍ محدَّد، وبنحوٍ يكون المجتمع المخاطَب تحت وابلٍ مِن الشواهد والأدلة والقضايا الجارية ضمن سياقات وأطُر متفاوتة، تجعله يتلقّى صورةً محددةً يظنّها هي الحقيقة.
إنَّ ظهور تقنيات «الوسائط المتعددة» وأجهزة الهاتف النقّال الذكيّة، قد أتاحت -من جانبٍ- إمكانيةَ إنتاج المحتوى ونشره لأيّ فردٍ وفي أيّ زمان ومجال، ومِن جانبٍ آخر أتاحت فرصةً لِلحصول على البيانات المرتبطة برغبات الأفراد المرتبطين بشبكات التواصل الاجتماعي ومعرفة وتقييم اتجاهاتهم وأذواقهم ومصالحهم واحتياجاتهم.
يُعنى هذا المقال بتوظيف هذه القدرات والإمكانات الحديثة في الدبلوماسية العامّة لدى الدول، ويدعو إلى تسليط مزيدٍ مِن الأضواء على هذا الأمر المهم.

لقراءة المزيد اضغط هنا

وسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق